الأسبوع السابع الأخير من الصوم الكبير هو الآلام. أيام الأسبوع المقدس من الأسبوع المقدس

2 أبريل(20 مارس حسب "النمط القديم" - تقويم الكنيسة اليولياني). إثنين العهد، أول أيام أسبوع الآلام. وفقا لميثاق الكنيسة، اليوم في وجبة جفاف- تناول الأطعمة الخالية من الدهون غير المطبوخة والتي لا تحتوي على زيت نباتي. بعد ذلك، سنتحدث بإيجاز عن اليوم، ونذكر أيضًا القديسين الذين يتم الاحتفال بذكراهم في 2 أبريل.

الإثنين العظيم. في يوم الاثنين الأخير قبل عيد الفصح، تبدأ الفترة الأكثر حزنًا لدى المسيحيين: أسبوع الآلام.

الأيام التي تقام فيها الخدمات الخاصة في جميع الكنائس الأرثوذكسية، تذكرنا بطريق المسيح إلى الجلجثة، حيث قدم المخلص ذبيحة كفارية عن البشرية جمعاء. كل يوم من أيام أسبوع الآلام له رمزية عميقة، وهذه ليست مجرد ذكريات لأحداث وقعت قبل ألفي عام، بل هي تعاطف مباشر مع المؤمنين. في مثل هذا اليوم، أثناء الخدمة الإلهية، يتم تذكر بطريرك العهد القديم يوسف الجميل، الذي باعه إخوته إلى مصر، كنموذج أولي للمسيح المتألم؛ وكذلك قصة الإنجيل عن لعنة الرب على شجرة التين القاحلة التي ترمز إلى النفس التي لا تحمل ثمارًا روحية - التوبة الحقيقية والإيمان والصلاة والأعمال الصالحة.

في الصباح، عند عودته إلى المدينة، جاع [المخلص]؛ فنظر شجرة تين على الطريق، وجاء إليها، فلم يجد فيها شيئًا إلا ورقًا، فقال لها: «لا يكن منك ثمر إلى الأبد...».

(متى 21: 18-19)

في الكنائس الأرثوذكسية يوم الاثنين المقدس، يتم الاحتفال بليتورجيا الهدايا المقدسة، وهي خدمة فريدة من نوعها للصوم الكبير والأسبوع المقدس، حيث يشارك المسيحيون في الهدايا المقدسة، المكرسة سابقًا. يتم الاحتفال بهذه القداس دائمًا بوقار خاص وحزين من قبل البطريرك كيريل من موسكو وعموم روسيا، والذي تبدو في خطبه المواضيع الرئيسية لأسبوع الآلام عميقة بشكل خاص:

عشية قيامة المسيح المقدسة، من المهم أن تكرس وقتك إلى حد أكبر من المعتاد للصلاة، إما في المنزل، أو، إن أمكن، من خلال زيارة الهيكل المقدس. وبالنسبة للرهبان، أسبوع الآلام، مثل الأسبوع الأول من الصوم الكبير، هو عيد روحي وفرح عظيم وانتصار عظيم. وكل يوم يعطي قوة جديدة لأولئك الذين كرسوا حياتهم لخدمة الله، والذين لديهم سعادة التواجد في الكنيسة صباحًا ومساءً، يصلون، ويسمعون هذه الكلمات الرائعة ويغذون أرواحهم... لا ينبغي أن يمر الأسبوع المقدس بطريقة عرضية، دون الفهم الروحي لتلك الأحداث الإنجيلية. يجب أن تخترق عقله وقلبه. عندها سيكون لقاء قيامة المسيح المقدسة حدثًا روحيًا حقيقيًا. كلنا نسارع نحو هذا اليوم المبارك..."

وعلى الرغم من أنه ليس من السهل على معظم المؤمنين حضور الكنيسة في أيام الأسبوع هذه، فمن المهم جدًا لكل واحد منا أن يجد فرصة لالتقاط الكتاب المقدس. لتقرأ عن أحداث أسبوع الآلام وتفتح قلبك لحزن الصلب العظيم وفرح قيامة المسيح المقدسة.

قُتل القديسون يوحنا وسرجيوس وباتريك وآخرون في دير القديس سافا. المتألمين القديسين الذين قبلوا الاستشهاد من أجل المسيح وكنيسته من المسلمين الأشرار المسلمين في 796 سنة.

الشهيدة فوتين (سفيتلانا) السامرية، وأبناؤها الشهيدان فيكتور المسمى فوتين، ويوشيا؛ وأخوات الشهيد: الأناضول، صور، فوتيدا، باراسكيفا، كيرياكيا، دومنينا والشهيد سيباستيان. نفس المرأة السامرية التي تكلم معها الرب عند البئر. لقد عانت من أجل المسيح في عهد الإمبراطور نيرون في روما عام '66من ميلاد المسيح . ومعها عانى أبناؤها وأخواتها والشهيدة دومنينا من أجل المسيح.

الشهيدة فوتينا. الصورة: pravoslavie.ru

العذراء الشهداء ألكسندرا وكلوديا وأوفراسيا ومترونا وجوليانيا وأوفيميا وثيودوسيا. الضحايا المسيحيون الأوائل الذين لقوا حتفهم أثناء اضطهاد الإمبراطور الوثني ماكسيميان جاليريوس في 310من ميلاد المسيح .

القديس نيكيتا المعترف رئيس أساقفة أبولونياد. قديس كنيسة المسيح الذي عانى في عهد الإمبراطور المحطم للأيقونات ليو الأرمني ( 813-820منذ ميلاد المسيح) دافع بحزم عن التبجيل الأرثوذكسي للأيقونات المقدسة، الذي نُفي من أجله ومات في المنفى.

الشهيد الجليل إفروسينوس من سينيوزرسك نوفغورود. القديس الروسي الخامس عشر- بدأتالسادس عشرطاولة Tiy، مؤسس Trinity Sineozersk Hermitage، الذي يقع بالقرب من Ustyuzhna. مات على يد الغزاة البولنديين الليتوانيين في 1612من ميلاد المسيح .

الشهيد الجليل إفروسينوس من سينيوزرسك نوفغورود. الصورة: pravoslavie.ru

هيرومارتير فاسيلي سوكولوف، الشماس. رجل دين أرثوذكسي عانى بسبب إخلاصه للمسيح خلال فترة الاضطهاد السوفييتي الملحد. نال إكليل الشهادة خلال ما يسمى "بالرعب الكبير" الدامي 1938. تمجد كقديس بين آلاف الشهداء والمعترفين الجدد في الكنيسة الروسية.

مبروك للمسيحيين الأرثوذكس يوم الاثنين المقدس - بداية الأسبوع المقدس وذكرى قديسي الله اليوم! بصلواتهم، يا رب، خلصنا وارحمنا جميعًا!

: معاناته وموته على الصليب ودفنه (في اللغة السلافية الكنسية كلمة "آلام" تعني "معاناة"). جميع أيام الأسبوع المقدس تسمى عظيمة.

يتم تكريم هذا الأسبوع بشكل خاص من قبل الكنيسة. يقول: "كل الأيام تتجاوز يوم الخمسين المقدس والعظيم، ولكن أعظم من يوم الخمسين المقدس هو الأسبوع المقدس والعظيم (الآلام)، وأعظم من الأسبوع العظيم نفسه هو هذا السبت العظيم والمقدس. يُدعى هذا الأسبوع عظيمًا ليس لأن أيامه أو ساعاته أطول (من غيرها)، ولكن لأنه خلال هذا الأسبوع حدثت معجزات عظيمة وخارقة للطبيعة وأعمال غير عادية لمخلصنا..."

مستذكرًا في الخدمة الإلهية أحداث الأيام الأخيرة من حياة المخلص على الأرض، يراقب القديس، بعين يقظة من الحب والتبجيل، كل خطوة، ويستمع إلى كل كلمة من كلمات المخلص القادمة إلى آلام المسيح الحرة، ويقود تدريجيًا نحن على خطى الرب طوال طريق الصليب بأكمله، من بيت عنيا إلى مكان التنفيذ، منذ دخوله الملكي إلى أورشليم حتى اللحظة الأخيرة من معاناته الكفارية على الصليب عن خطايا البشر، وأكثر من ذلك - حتى النور المشرق. انتصار قيامة المسيح.

الأيام الثلاثة الأولى من هذا الأسبوع مخصصة للتحضير المكثف لآلام المسيح.

وفقًا لحقيقة أن يسوع المسيح قضى كل الأيام التي سبقت معاناته في الهيكل يعلم الناس، فإن الكنيسة المقدسة تتميز هذه الأيام بخدمات إلهية طويلة بشكل خاص.

في محاولة لجمع وتركيز انتباه وأفكار المؤمنين بشكل عام على التاريخ الإنجيلي الكامل لتجسد الله الإنسان وخدمته للجنس البشري، تقرأ الكنيسة المقدسة الأناجيل الأربعة بأكملها على مدار الساعة خلال الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع المقدس.

في الأربعاء العظيمأتذكر الزوجة الخاطئة التي غسلت بالدموع ودهنت قدمي المخلص بالطيب الثمين عندما كان في العشاء في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص، وبذلك أعدت المسيح للدفن. هنا كشف يهوذا، من خلال اهتمامه الوهمي بالفقراء، عن حبه للمال، وفي المساء قرر خيانة المسيح لشيوخ اليهود مقابل 30 قطعة من الفضة (وهو مبلغ يكفي بأسعار ذلك الوقت لشراء قطعة أرض صغيرة من الأرض). الأرض حتى في محيط القدس).

في يوم الأربعاء العظيم، في قداس القرابين السابقة تقديسها، بعد الصلاة خلف المنبر، تتلى صلاة القديس للمرة الأخيرة بثلاثة أقواس عظيمة.

يوم الخميسخلال أسبوع الآلام، تتذكر الخدمة الإلهية الأحداث الإنجيلية الأربعة الأكثر أهمية التي حدثت في هذا اليوم: العشاء الأخير، الذي أسس فيه الرب سر العهد الجديد للمناولة المقدسة (الإفخارستيا)، وغسل الرب أقدام تلاميذه. علامة التواضع العميق والمحبة لهم، صلاة المخلص في بستان جثسيماني وخيانة يهوذا.

استذكاراً لأحداث هذا اليوم، بعد الصلاة خلف المنبر في القداس بالكاتدرائيات، أثناء خدمة الأسقف، تتم طقوس غسل القدمين المؤثرة، مما يحيي في ذاكرتنا التنازل الهائل للمخلص الذي غسل أقدام تلاميذه قبل العشاء الأخير.

في هذا اليوم، أسس الرب سر الشركة، لذلك يسعى جميع المسيحيين الأرثوذكس إلى تناول أسرار المسيح المقدسة عند الإلهية. تروباريون اليوم "عندما يستنير مجد التلميذ بفكرة العشاء، حينئذ يظلم يهوذا الشرير، الذي سئم من محبة المال، ويسلم قاضيك العادل للقضاة الأثمة. انظر يا وكيل الأملاك الذي استخدم الخنق من أجل هؤلاء: اهرب من النفس غير المشبعة لمثل هذا المعلم الجريء. يا إله الكل، يا رب، المجد لك”.

يوم الكعب العظيممكرس لذكرى الحكم بالموت وآلام الصليب وموت المخلص. في خدمة هذا اليوم، تضعنا الكنيسة عند قدمي المسيح وأمام نظرتنا الموقرة والمرتجفة تصور معاناة الرب الخلاصية. في صلاة الفجر العظيم (تُقدم مساء يوم الخميس)، تُقرأ الأناجيل الاثني عشر لعهد الآلام المقدسة.

لا يوجد قداس في يوم الجمعة العظيمة، لأن الرب نفسه ضحى بنفسه في هذا اليوم، ويتم الاحتفال بالساعات الملكية.

يتم الاحتفال بصلاة الغروب في الساعة الثالثة من النهار (14.00)، ساعة موت السيد المسيح على الصليب، تذكاراً لإنزال جسد المسيح عن الصليب ودفنه. عند غناء التروباريون: "مبارك يوسف، لقد أنزلت جسدك الطاهر من الشجرة، لفته بكفن نظيف، وغطيته بالانتن في قبر جديد.(ترجمة: "إن يوسف الكريم، أخذ جسدك الطاهر من على الصليب، ولفه في كفن ودهنه بالأطياب، ووضعه في قبر جديد.")" يرفع رجال الدين الكفن (أي الصورة) (المسيح مستلقيا في القبر) من العرش كأنه من الجلجثة، ويخرجونه من المذبح إلى وسط الهيكل، ويقدمون المصابيح ويوقدون البخور. ويوضع الكفن على طاولة معدة خصيصاً (قبر). ثم ينحني رجال الدين وكل المصلين أمام الكفن ويقبلون جراحات الرب المرسومة عليه: أضلاعه المثقوبة ويديه وقدميه. وفي المساء تقام خدمة ثانية مع موكب ديني.

ويظل الكفن في وسط الهيكل لمدة ثلاثة أيام (غير مكتملة)، تذكرنا بإقامة يسوع المسيح في القبر لمدة ثلاثة أيام.

هذا يوم صيام صارم، حيث لا يمكنك أن تأكل أي شيء، على الأقل حتى يتم إخراج الكفن. هذا هو يوم الصيام الأكثر صرامة في السنة.

في يوم السبت المقدس(تبدأ الخدمة مساء يوم الجمعة العظيمة) تستذكر الكنيسة دفن السيد المسيح ووجود جسده في القبر ونزول روحه إلى الجحيم ليعلن هناك الانتصار على الموت وخلاص النفوس التي كانت تنتظر. مجيئه بالإيمان، وإدخال اللص الحكيم في.

في يوم سبت النور، يتم الاحتفال بالقداس، بدءًا من صلاة الغروب. بعد المدخل الصغير مع الإنجيل (بالقرب من الكفن)، تتم قراءة 15 باريميا قبل الكفن، والتي تحتوي على النبوءات والنماذج الرئيسية المتعلقة بيسوع المسيح، باعتباره قد افتدانا من الخطيئة والموت بموته على الصليب وقيامته. . بعد الباريميا السادس (حول العبور المعجزي لليهود عبر البحر الأحمر) يُغنى: "تمجد بالمجد". وتختتم قراءة الباريميا بترنيمة الشبيبة الثلاثة: "رنموا للرب وزيدوا إلى الأبد". بدلا من Trisagion، يتم غناء "أولئك الذين اعتمدوا في المسيح" ويقرأ الرسول عن القوة الغامضة للمعمودية. هذه الترانيم والقراءات بمثابة ذكرى لعادة الكنيسة القديمة في تعميد الموعوظين يوم سبت النور. وبعد قراءة الرسول، بدلاً من "هللويا"، تُرتل سبع آيات مختارة من المزامير التي تحتوي على نبوات عن قيامة الرب: "قم يا الله يا قاضي الأرض". أثناء غناء هذه الآيات يرتدي رجال الدين ملابس خفيفة. وبدلاً من الترنيمة الكروبية تُغنى ترنيمة "ليكتم كل جسد بشري". في الساعة الثانية عشرة ليلاً، يتم الاحتفال بمكتب منتصف الليل، حيث يُغنى شريعة السبت العظيم. وفي نهاية خدمة منتصف الليل، يحمل رجال الدين الكفن بصمت من وسط الهيكل إلى المذبح عبر الأبواب الملكية ويضعونه على العرش، حيث يبقى حتى عيد صعود الرب، تذكارًا. إقامة يسوع المسيح على الأرض لمدة أربعين يومًا بعد قيامته من بين الأموات.

بعد ذلك، ينتظر المؤمنون بوقار بداية منتصف الليل، عندما يبدأ فرح عيد الفصح المشرق للعيد الأعظم لقيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.

فرح عيد الفصح هو فرح مقدس، وهو ليس ولا يمكن أن يكون متساويا في كل الأرض. إنه الفرح الأبدي الذي لا ينتهي للحياة الأبدية والنعيم. إنه بالتحديد الفرح الذي قال عنه الرب نفسه: "يفرح قلبك ولا ينزع أحد فرحك منك" ().

الأسبوع المقدس (الأسبوع) هو وقت خاص من الصوم الكبير. في الواقع، هو نفسهلقد اكتملت الأوست، كفترة توبتنا العميقة، والآن تبدأ مرحلة جديدة. خلال أسبوع الآلام، يومًا بعد يوم، نتذكر الأيام الأخيرة من حياة مخلصنا على الأرض. ولدينا الفرصة لنكون شهودًا لأحداث الإنجيل هذه، ولنتبع المسيح.

أحداث أسبوع الآلام

الإثنين العظيم

السبت المقدس

هذا هو اليوم الأخير قبل عيد الفصح.

في الصباح:الساعة، التصويرية، صلاة الغروب، قداس القديس. باسيليوس الكبير.

بعد الساعات والمراسم، يتم الاحتفال بصلاة الغروب بقداس القديس باسيليوس الكبير – آخر العام. وأشهر لحظات هذه الخدمة هي قراءة خمسة عشر مثلاً من العهد القديم، والتي تحتوي على نماذج أولية لآلام المسيح وموته وقيامته ونبوءات عن مجيء ملكوت الرب وكنيسة العهد الجديد.

في القداس أثناء المدخل الكبير، بدلا من الأغنية الكروبية، يتم غناء ترنيمة مذهلة: "ليكتم كل جسد بشري".

ومن المثير للاهتمام، في العصور القديمة، في هذا اليوم، تم إجراء معمودية الموعوظين (الأشخاص الذين أرادوا الحصول على المعمودية المقدسة)، الذين استعدوا لهذا اليوم طوال الصوم الكبير. لم يعد هذا التقليد موجودًا، ولكن تم الحفاظ على ذكراه في ترتيب العبادة يوم السبت العظيم: بدلاً من التريساجيون ("الله القدوس ...")، يتم غناء "تعمد في المسيح" ويتحدث الرسول عن تتم قراءة قوة المعمودية. وبعد الرسول بدلاً من "هللويا" تُرتل سبع آيات مؤلفة من مزامير تحتوي على نبوات عن قيامة الرب مع تكرار: "قم يا الله يدين الأرض". خلال هذا الترنيمة، يرتدي رجال الدين أنفسهم ثيابًا بيضاء ويلبسون العرش والمذبح في المذبح. بعد ذلك، يرتدي الشماس ثوبًا أبيض، ويقف أمام الكفن في وسط الهيكل، ويقرأ الفصل الثامن والعشرون الأخير من إنجيل متى عن حدث قيامة المخلص - يُقرأ هذا الإنجيل مرة واحدة فقط في السنة. سنة. في هذه اللحظة ينتهي حزن أسبوع الآلام ويبدأ فرح الفصح.

الأسبوع المقدس (6 - 11 أبريل)، الذي سمي بهذا الاسم تخليدًا لذكرى الأيام الأخيرة من حياة يسوع المسيح على الأرض، هو أسبوع الصيام الصارم، وهو الوقت الذي نستعد فيه لعطلة الأعياد - عيد الفصح، القيامة المشرقة. المسيح (12 أبريل). كان يُطلق على كل يوم من أيام الأسبوع المقدس اسم "العظيم" - وهذا يؤكد على غرابة هذا اليوم بالنسبة للناس وعظمة ما فعله المخلص من أجلنا.

"آلام المسيح" هو الاسم الذي يطلق على أحداث الأيام الأخيرة من حياة المسيح على الأرض والحقيقة هي أن كلمة "العاطفة" في اللغة السلافية الكنسية يمكن أن تعني "المعاناة"، وهذا المعنى هو الذي أعطى. اسم لهذه الفترة المهمة جدًا لجميع المؤمنين. تقام في الكنائس مرتين في اليوم، صباحًا ومساءً، خدمات مكثفة، وتُقرأ مقاطع من الإنجيل، مما يغمرنا في الأحداث المأساوية لتلك الأيام: التواصل الأخير مع التلاميذ، وخيانة يهوذا، والمحاكمة الظالمة، والجلجلة، الصلب والموت على الصليب والدفن. خلال أسبوع الآلام، يكون المؤمنون صارمين بشكل خاص؛ ويحاولون الالتزام به بصرامة - ليشعروا بمعنى المسيح وعمله. الغرض من أسبوع الآلام هو تقريب الناس قدر الإمكان من فهم ما فعله المسيح من أجلنا، وإعداد الناس روحيًا لفرح قيامة المسيح.

تقويم الأسبوع المقدس

إثنين العهد (6 أبريل).الأيام الثلاثة الأولى من أسبوع الآلام مخصصة لتذكر محادثات يسوع المسيح مع الشعب والتلاميذ. في يوم الاثنين المقدس، أثناء الخدمة، يتذكرون شجرة التين القاحلة، الذابلة إلى الجذور - كصورة لشخص يموت في عدم التوبة. الحدث الذي يحدث مرة واحدة فقط في السنة يحدث أيضًا في يوم إثنين العهد. في مثل هذا اليوم يقرأ البطريرك الصلوات لبدء طقوس صنع العالم. المر هو خليط خاص من الزيوت النباتية والراتنجات العطرية والأعشاب العطرية (50 مادة في المجموع)، والذي يستخدم خلال سر التثبيت (الذي يتم بعد المعمودية)، وكذلك أثناء تكريس مذابح جديدة في المعبد. يتم طهي المر خلال الأيام الثلاثة الأولى من أسبوع الآلام ويرافقه قراءة صلوات خاصة. ويبارك البطريرك المر المطبوخ في خميس العهد. يتذكر كل معمد أنه فور أداء سر المعمودية عليه، دهن الكاهن جبهته وعينيه وفتحتي أنفه وفمه وأذنيه وصدره وكفيه وقدميه بالمر، وهو يقول: "ختم عطية الروح القدس" . آمين." خلال سر التثبيت هذا، يتم نقل مواهب الروح القدس إلى الشخص. لذا، فإن المر، الذي سيتم استخدامه بعد ذلك في معمودية أعضاء الكنيسة الجدد وفي تكريس مذابح جديدة في الكنائس، يبدأ في طهيه يوم إثنين العهد، اليوم الأول من الأسبوع المقدس.

الثلاثاء العظيم (7 أبريل).في هذا اليوم، تتذكر الكنيسة الأمثال التي قالها المسيح لتلاميذه قبل وقت قصير من آلام الصليب. كشف المخلص عن الحقائق الروحية لتلاميذه، ووضعها في شكل مثل - قصة مجازية قصيرة مأخوذة من الحياة العادية. الحقيقة هي أن تلاميذ المسيح كانوا أناسًا بسطاء، والمثل، من ناحية، سهل الفهم والتذكر، ومن ناحية أخرى، يحتوي على أعمق معنى روحي ويوضح القوانين الإلهية باستخدام أمثلة من حياتنا الأرضية اليومية. لذلك، أثناء خدمة يوم الثلاثاء المقدس، يتذكرون مثل العذارى العشر ومثل الوزنات وقصة المسيح عن قيامة الأموات والدينونة الأخيرة. معًا، تدعو قراءات الإنجيل هذه المؤمنين إلى اليقظة الروحية، للتأكد من أننا لا "ندفن في الأرض" المواهب المعطاة لنا، وأخيرًا، للتأكد من أننا لا نتعب من القيام بأعمال الرحمة. يقول الرب أن ملكوت السموات يرثه الذين يطعمون الجياع، ويسقون العطشان، ويستقبلون التائهين. لأنه يقول الرب: «كما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار، فبي فعلتموه».

الأربعاء العظيم (8 أبريل).في اليوم الثالث من أسبوع الآلام، أثناء الخدمة، يتذكرون كيف أنه في بيت سمعان الأبرص، حيث جاء المسيح لزيارته، غسلت خاطئة قدمي يسوع بالدموع وسكبت طيبًا ثمينًا على رأسه. في تلك الأيام، لم يكتفوا بمسح الملوك بالمر فحسب، بل قاموا أيضًا بمسح جثث الموتى قبل الدفن. وهكذا فإن الخاطئ، دون أن يعرف ذلك، أعد المسيح للدفن. وفي نفس اليوم ذهب يهوذا الإسخريوطي إلى رؤساء الكهنة وسألهم ماذا سيعطون إذا خان المسيح. عرض رؤساء الكهنة على يهوذا "ثلاثين من الفضة،" كما يقول الإنجيل، "ومنذ ذلك الوقت كان يبحث عن فرصة ليسلمه". بالإضافة إلى هذه المقاطع من الإنجيل، في يوم الأربعاء العظيم، أثناء القداس، تُتلى للمرة الأخيرة صلاة القديس أفرام السرياني بثلاثة أقواس عظيمة. ومن هذا اليوم وحتى عيد الثالوث الأقدس، تُلغى الأقواس في الهيكل، وهذا له معنى عميق. إن السجود على الأرض يدل على أننا نحن البشر قد سقطنا إلى الأرض بسبب الخطية. وإلغاء السجود على الأرض أثناء الخدمة الإلهية يؤكد أن الرب كفّر عن خطايانا ويذكر أن قيامة المسيح أصبحت نموذجًا أوليًا للقرن المستقبلي.

في الخدمة المسائية يوم الأربعاء، يحاول المؤمنون الاعتراف.

خميس العهد (9 أبريل).في مثل هذا اليوم تعيدنا الكنيسة إلى العشاء الأخير. حدث وقع قبل احتجاز المسيح. العشاء الأخير هو العشاء الأخير، وجبة المسيح مع تلاميذه عشية معاناته على الصليب. أثناء الخدمة في الكنيسة، يتذكرون أربعة أحداث إنجيلية حدثت يوم الخميس. الحدث الأول هو غسل المسيح لأرجل تلاميذه قبل العشاء الأخير. وكان هذا الغسل علامة على تواضع المسيح العميق ومحبته لتلاميذه. وفي أثناء هذا العشاء نفسه، كما جاء في الإنجيل، "كان الشيطان قد ألقى في قلب يهوذا الإسخريوطي" فكرة خيانة المسيح. ولما رأى يسوع قلب الخائن، تكلم عن هذا في المساء، وكأنه أعطى يهوذا الفرصة للتوقف. يتم التحدث أيضًا عن حلقة الإنجيل هذه أثناء الخدمة.

الحدث الثالث الذي نتذكره أثناء العبادة مهم جدًا لكل مؤمن. والحقيقة هي أنه خلال العشاء الأخير أسس المسيح سر القربان المقدس. الكلمة اليونانية "افخارستيا" تعني "الشكر". في المسيحية، القربان المقدس هو سر شركة جسد المسيح ودمه، سر المليء بالنعمة (أي الكمال من خلال تأثير النعمة)، وحدة المؤمن مع الله. لقد أنشأه المسيح خلال العشاء الأخير، ولا يزال يتم أداء هذا السر في كل كنيسة خلال كل قداس إلهي. يحاول العديد من المؤمنين تناول الشركة يوم خميس العهد.

وأخيرًا، الحدث الإنجيلي الرابع الذي يتم تذكره خلال قداس خميس العهد هو صلاة المسيح في بستان جثسيماني. لقد عرف يسوع ما كان أمامه، "فكانت نفسه حزينة حتى الموت"، وكما يقول الإنجيل، كان يصلي "حتى عرق دماً". غالبًا ما تُسمى صلاة المسيح هذه "صلاة الكأس"، لأنه مناشدًا الله الآب، طلب المسيح، إن أمكن، أن "يعبر عنه هذا المصير": "يا أبا الآب، كل شيء مستطاع لك؛ كل شيء مستطاع لك". احمل هذه الكأس أمامي،" - لكنه أضاف بعد ذلك كلمات التواضع الكامل أمام المصير المستقبلي وإرادة الله الآب: "ومع ذلك، ليس كما أريد، بل كما تريد أنت."

يتم تذكر هذه الأحداث الإنجيلية الأربعة الأكثر أهمية في الكنائس في خميس العهد من الأسبوع المقدس أثناء القداس الإلهي.

خلال الخدمة المسائية في خميس العهد، يُقرأ اثني عشر مقطعًا من الإنجيل تحكي عن معاناة موت المسيح على الصليب، وتتذكر كلمات المسيح على الصليب وصلبه ودفنه.

وفقا للتقليد الأرثوذكسي القديم، أثناء قراءة الأناجيل الاثني عشر، يقف المؤمنون في المعبد مع الشموع المضاءة. وبعد ذلك، بعد الخدمة، يتم إحضار هذا الضوء إلى المنزل، ويدخن الصليب على إطارات النوافذ وعضادات الأبواب. تعود هذه العادة إلى عيد الفصح في العهد القديم. يستعد المؤمنون الذين يأتون إلى المعبد مساء خميس العهد مقدمًا لإحضار الشمعة إلى المنزل غير مطفأة، ووضعها في مصباح خاص لهذا الغرض.

خميس العهد يُسمى أيضًا خميس العهد. من ناحية، هذا يوم التطهير الروحي - في هذا اليوم يحاول الجميع الاعتراف والتواصل، ولكن من ناحية أخرى، فإنه يشير إلى الجانب اليومي من حياتنا. في يوم خميس العهد يحاول المؤمنون إعداد منازلهم وملابسهم وكعك عيد الفصح وعيد الفصح للقيامة العظيمة المشرقة.

الجمعة العظيمة (10 أبريل).اليوم الأكثر حزنًا في تقويم الكنيسة، كان يوم الجمعة الذي حدث فيه صلب المسيح وموته على الجلجثة. لا يتم تقديم القداس الإلهي يوم الجمعة العظيمة، لأن الرب نفسه ضحى بنفسه في هذا اليوم.

لمدة ست ساعات طويلة عانى الرب بشكل مؤلم على الصليب، فادي بآلامه البشرية جمعاء من عبودية الخطية. لقد تم موت المسيح على الصليب بحسب الإنجيل في الساعة التاسعة (حوالي الساعة الثالثة عصراً). لذلك، في هذا الوقت يتم إخراج الكفن في الكنائس - صورة مخيطة لجسد المخلص المصلوب مأخوذة من الصليب. يتم إخراج الكفن من المذبح ووضعه على طاولة معدة خصيصًا في وسط المعبد - القبر ، ثم يسجد أمامه رجال الدين وجميع المصلين.

ويوضع الكفن في وسط الهيكل لمدة ثلاثة أيام غير كاملة، مما يذكرنا ببقاء يسوع المسيح في القبر لمدة ثلاثة أيام.

وفي يوم الجمعة العظيمة، قبل رفع الكفن، لا يؤكل أي طعام على الإطلاق؛ وهو يوم الصيام الأكثر صرامة في السنة.

السبت المقدس (11 أبريل).هذا هو اليوم الذي "ليسكت فيه كل جسد"، أي أنه يوم تركيز داخلي، عندما نكون في حالة ترقب روحي لقيامة المسيح. السبت المقدس هو اليوم الذي كان فيه جسد يسوع المسيح في القبر. كما تعلمون، أخذ يوسف الوسيم جسد المخلص من على الصليب، ولفه بكفن، ووضعه في القبر. ولكن بينما كان جسده في القبر، نزل الرب مع روحه في ذلك اليوم إلى الجحيم، حيث ذبلت أرواح جميع الموتى، حتى أرواح القديسين الذين عاشوا قبل المسيح، في انتظار الخلاص. ينزل يسوع المسيح إلى الجحيم - وهذا ما يسمى "النزول إلى الجحيم" - ويخرج من هناك أرواح الأبرار.

في يوم السبت المقدس، يتم الاحتفال بقداس باسيليوس الكبير (يتم تقديمه عدة مرات فقط في السنة)، حيث تُقرأ نبوءات الكتاب المقدس أمام الكفن. كما هو معروف، قبل وقت طويل من ولادة الإله الإنسان، تنبأ الأنبياء بمجيء المخلص إلى عالمنا، وأنه بموته على الصليب وقيامته سوف يفدينا من سلطان الخطية والموت.

خلال القداس الإلهي ليوم الجمعة العظيمة، هناك لحظة مذهلة - تغير الكهنة من الأسود إلى الأبيض. وهذا يرمز إلى حقيقة أن "المسيح قام من بين الأموات، وداس الموت بالموت، وأعطى الحياة للذين في القبور". معنى هذا الترنيمة الذي يُؤدى في عيد الفصح في الكنائس هو كما يلي: من خلال عمله على الصليب والموت، ومن ثم القيامة التي أعقبت الموت، حول الرب الطبيعة البشرية وفتح طريق القيامة لجميع الناس. وهذا يعني أنه من الآن فصاعدا لا يوجد مكان للحداد في العالم.

علامة خاصة على حدوث قيامة المسيح وانتصاره على الموت هي الإشعال المعجزي للنار المقدسة في مغارة القبر المقدس في القدس. إن اشتعال النار هذا يحدث بدون جهد بشري، ولكن فقط من خلال صلاة قرأها بطريرك القدس أمام حشد كبير من المؤمنين. إن حدث نزول النار المقدسة يحدث كل عام في يوم السبت المقدس وهو أحد الأدلة المرئية على حضور المسيح في عالمنا.

طوال أيام أسبوع الآلام، وبالتوازي مع الخدمات الإلهية المكثفة، تجري الاستعدادات للقاء المسيح القائم من بين الأموات. في يوم السبت، يسعى الجميع إلى مباركة كعك عيد الفصح، والكعك والبراسنو (أي اللحوم والبيض)، حتى يتمكنوا لاحقًا، بعد خدمة عيد الفصح الاحتفالية، من الإفطار. وتكريس الطعام في حد ذاته يعني حصولنا على البركة بقبوله.

12 أبريل - انتهت رحلة أسبوع الآلام الطويلة، وعيد الأعياد، وعيد الفصح، وقيامة المسيح المشرقة على الأبواب!

أيام الأسبوع المقدس

الخدمة الالهية

السمات الليتورجية للعاطفة

• نيكولاي زافيالوف.
• هيرموجينيس شيمانسكي.
• الكاهن ميخائيل زيلتوف.

الايقونية

• . معرض الصور

الأسبوع المقدس، أو الأسبوع المقدس، هو الأسبوع الأخير الذي يسبق عيد الفصح، وهو مخصص لذكريات الأيام الأخيرة من حياة المخلص على الأرض، ومعاناته وصلبه وموته على الصليب ودفنه. يتم تكريم هذا الأسبوع بشكل خاص من قبل الكنيسة. "كل الأيام،" يقول السنكسار، "يتجاوزها يوم الخمسين المقدس والعظيم، ولكن أعظم من يوم الخمسين المقدس هو الأسبوع المقدس والعظيم (أسبوع الآلام)، وأعظم من الأسبوع العظيم نفسه هو هذا السبت العظيم والمقدس. يُدعى هذا الأسبوع عظيمًا ليس لأن أيامه أو ساعاته أطول (من غيرها)، ولكن لأنه خلال هذا الأسبوع حدثت معجزات عظيمة وخارقة للطبيعة وأعمال غير عادية لمخلصنا..."

وفقًا لشهادة القديس يوحنا الذهبي الفم، فإن المسيحيين الأوائل، الذين كانوا مشتعلين بالرغبة في أن يكونوا مع الرب بلا هوادة في الأيام الأخيرة من حياته، كثفوا صلواتهم خلال أسبوع الآلام وكثفوا أعمال الصوم العادية. إنهم، بتقليد الرب، الذي تحمل معاناة غير مسبوقة فقط من أجل محبة البشرية الساقطة، حاولوا أن يكونوا طيبين ومتساهلين تجاه ضعف إخوتهم وأن يفعلوا المزيد من أعمال الرحمة، معتبرين أنه من غير اللائق نطق الإدانة في أيام تبريرنا. بدم الحمل الطاهر، أوقفوا في هذه الأيام جميع الدعاوى القضائية والمحاكمات والنزاعات والعقوبات، وحتى أطلقوا سراحهم في هذا الوقت من السجناء في الزنزانات المذنبين بارتكاب جرائم غير جنائية.

كل أيام أسبوع الآلام عظيمة ومقدسة، وفي كل يوم تقام خدمات خاصة في جميع الكنائس. مهيب بشكل خاص، مزين بقراءات نبوية ورسولية وإنجيلية مرتبة بحكمة، وأسمى الهتافات الملهمة وسلسلة كاملة من الطقوس ذات الأهمية العميقة والموقر. كل ما تم التنبؤ به أو قوله في العهد القديم فقط عن الأيام والساعات الأخيرة من الحياة الأرضية للإله الإنسان ، تجمع الكنيسة المقدسة كل هذا في صورة واحدة مهيبة تنكشف لنا تدريجياً في الخدمات الإلهية المقدسة. أسبوع. وإذ تتذكر في الخدمة الإلهية أحداث الأيام الأخيرة من حياة المخلص على الأرض، فإن الكنيسة المقدسة تراقب كل خطوة بعين الحب والتبجيل الساهرة، وتستمع بانتباه إلى كل كلمة من كلمات المخلص القادمة إلى آلام المسيح الحرة، وتقود تدريجياً نحن على خطى الرب طوال طريق الصليب بأكمله، من بيت عنيا إلى أماكن الجمجمة، منذ دخوله الملكي إلى أورشليم حتى اللحظة الأخيرة من معاناته الفدائية على الصليب، وأكثر من ذلك - حتى الانتصار المشرق لقيامة المسيح. يهدف المحتوى الكامل للخدمات إلى تقريبنا من المسيح من خلال القراءة والترنيم، مما يجعلنا قادرين على التفكير روحياً في سر الفداء الذي نستعد لذكره.

الأيام الثلاثة الأولى من هذا الأسبوع مخصصة للتحضير المكثف لآلام المسيح. وفقًا لحقيقة أن يسوع المسيح قبل معاناته قضى كل أيامه في الهيكل يعلم الناس، فإن الكنيسة المقدسة تميز هذه الأيام بخدمات إلهية طويلة بشكل خاص. في محاولة لجمع وتركيز انتباه وأفكار المؤمنين بشكل عام على التاريخ الإنجيلي الكامل لتجسد الله الإنسان وخدمته للجنس البشري، تقرأ الكنيسة المقدسة الأناجيل الأربعة بأكملها على مدار الساعة خلال الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع المقدس. إن أحاديث يسوع المسيح بعد دخوله أورشليم، الموجهة أولاً إلى التلاميذ، ثم إلى الكتبة والفريسيين، تتطور وتنكشف في جميع ترانيم الأيام الثلاثة الأولى من أسبوع الآلام. نظرًا لأنه حدثت في الأيام الثلاثة الأولى من أسبوع الآلام العديد من الأحداث المهمة التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بآلام المسيح، فإن الكنيسة المقدسة تتذكر هذه الأحداث بوقار في نفس الأيام التي وقعت فيها. وهكذا تقودنا الكنيسة المقدسة هذه الأيام بلا هوادة إلى اتباع المعلم الإلهي، مع تلاميذه، تارة إلى الهيكل، تارة إلى الشعب، تارة إلى العشارين، تارة إلى الفريسيين، وتنيرنا في كل مكان بنفس الكلمات التي قالها. لقد قدم نفسه لمستمعيه في هذه الأيام.

من خلال إعداد المؤمنين لآلام المخلص على الصليب، تمنح الكنيسة المقدسة الخدمة الإلهية في الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع المقدس طابع الحزن والندم على خطايانا. مساء الأربعاء، تنتهي خدمة الصوم، وتصمت أصوات بكاء ورثاء النفس البشرية الخاطئة في ترانيم الكنيسة، وتبدأ أيام حداد آخر، يتخلل الخدمة الإلهية بأكملها - البكاء من تأمل العذاب المروع و تألم على صليب ابن الله نفسه. وفي الوقت نفسه، فإن المشاعر الأخرى - الفرح الذي لا يوصف لخلاص الفرد، والامتنان اللامحدود للفادي الإلهي - تطغى على روح المؤمن المسيحي. نحزن على المتألم الأبرياء، الذي تم الاستهزاء به والمصلوب، ونذرف الدموع المريرة تحت صليب مخلصنا، ونختبر أيضًا فرحًا لا يوصف من معرفة أن المخلص المصلوب على الصليب سيقيمنا نحن الهالكين معه.

كوننا حاضرين خلال أسبوع الآلام في خدمات الكنيسة، التي تمثل جميع أحداث الأيام الأخيرة للمخلص كما لو كانت تحدث أمامنا، فإننا نمر عقليًا عبر القصة الكاملة المؤثرة والمفيدة للغاية لمعاناة المسيح، بأفكارنا وأفكارنا. قلوبنا "ننزل معه ونصلب معه". تدعونا الكنيسة المقدسة هذا الأسبوع إلى ترك كل ما هو عبثي ودنيوي واتباع مخلصنا. قام آباء الكنيسة بتجميع وترتيب خدمات أسبوع الآلام بطريقة تعكس كل آلام المسيح. يمثل الهيكل هذه الأيام بالتناوب إما علية صهيون، أو الجسمانية، أو الجلجثة. أحاطت الكنيسة المقدسة بخدمات الأسبوع المقدس بعظمة خارجية خاصة وترانيم سامية وملهمة وسلسلة كاملة من الطقوس ذات الأهمية العميقة التي يتم إجراؤها خلال هذا الأسبوع فقط. لذلك فإن من يحضر باستمرار الخدمات في الكنيسة هذه الأيام يتبع في الظاهر الرب الذي يأتي ليتألم.

أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء من أسبوع الآلام مخصصة لتذكر محادثات المخلص الأخيرة مع تلاميذه وشعبه. في كل يوم من هذه الأيام الثلاثة، تتم قراءة الإنجيل في جميع الخدمات؛ ويجب قراءة الأناجيل الأربعة جميعها. ولكن من يستطيع أن يقرأ هذه المقاطع من الإنجيل في البيت، لنفسه وللآخرين. يمكن العثور على تعليمات حول ما يجب قراءته في تقويم الكنيسة. عند الاستماع في الكنيسة، نظرًا للكم الكبير من القراءة، يمكن أن يفلت الكثير من الاهتمام، لكن القراءة في المنزل تسمح لك باتباع الرب بكل أفكارك ومشاعرك. عندما تقرأ الأناجيل بعناية، فإن معاناة المسيح، القادمة إلى الحياة، تملأ النفس بحنان لا يمكن تفسيره... لذلك، عند قراءة الإنجيل، تنتقل في ذهنك بشكل لا إرادي إلى مسرح الأحداث، وتشارك فيما يحدث. إذا حدث ذلك، فإنك تتبع المخلص وتعاني معه. من الضروري أيضًا التفكير الموقر في معاناته. بدون هذا التأمل، فإن الحضور في الكنيسة وسماع الإنجيل وقراءته لن يأتي بثمر كبير. ولكن ماذا يعني التأمل في آلام المسيح، وكيف نتأمل؟ بادئ ذي بدء، تخيل في ذهنك معاناة المخلص بأكبر قدر ممكن من الوضوح، على الأقل في سماتها الرئيسية، على سبيل المثال: كيف تعرض للخيانة والحكم عليه وإدانته؛ وكيف حمل الصليب وارتفع إلى الصليب؛ كيف صرخ إلى الآب في الجثسيماني وعلى الجلجثة وأسلم له روحه: كيف أنزل عن الصليب ودُفن... ثم اسأل نفسك لماذا ولأي غرض ذاك الذي ليس له خطيئة ومن؟ فإن ابن الله، الذي احتمل الكثير من المعاناة، يمكنه أن يبقى دائمًا في المجد والنعيم. واسأل نفسك أيضًا: ما هو المطلوب مني حتى لا يبقى موت المخلص بلا ثمر بالنسبة لي؛ ماذا يجب أن أفعل لكي أشارك حقًا في الخلاص الذي تم شراؤه عند الجلجثة للعالم أجمع؟ تعلم الكنيسة أن هذا يتطلب استيعاب عقيدة المسيح بأكملها بالعقل والقلب وإتمام وصايا الرب والتوبة وتقليد المسيح في الحياة الصالحة. بعد ذلك، سوف يجيب الضمير نفسه عما إذا كنت تفعل هذا... مثل هذا التفكير (ومن غير القادر عليه؟) من المدهش أن يجعل الخاطئ أقرب إلى مخلصه، بشكل وثيق وإلى الأبد في اتحاد الحب الذي يربطه بصليبه. ، يقدمه بقوة وحيوية إلى مشاركة من يحدث في الجلجثة.

إن طريق أسبوع الآلام هو طريق الصوم والاعتراف والشركة، أي الصوم من أجل المناولة المستحقة للأسرار المقدسة في هذه الأيام العظيمة. وكيف لا يستطيع الإنسان أن يصوم في هذه الأيام، وقد فطم عريس النفوس (متى 9: 15)، وهو نفسه يجوع إلى التينة العقيمة، ويعطش على الصليب؟ في أي مكان آخر يمكن وضع عبء الخطايا من خلال الاعتراف، إن لم يكن عند أقدام الصليب؟ هل يوجد وقت أفضل لتناول كأس الحياة من الأيام القادمة، عندما تُعطى لنا، كما يمكن القول، من يدي الرب نفسه؟ حقًا، من تتاح له الفرصة هذه الأيام لبدء الوجبة المقدسة، يتهرب منها، وينحرف عن الرب، ويهرب من مخلصه. إن طريق أسبوع الآلام هو تقديم المساعدة باسمه للفقراء والمرضى والمتألمين. قد يبدو هذا المسار بعيدًا وغير مباشر، لكنه في الحقيقة قريب جدًا ومريح ومباشر. مخلصنا محب للغاية لدرجة أن كل ما نفعله باسمه من أجل الفقراء والمرضى والمشردين والمتألمين يأخذه شخصيًا لنفسه. في دينونته الأخيرة سيطلب منا بشكل خاص أعمال الرحمة تجاه جيراننا وسيؤسس عليهم تبريرنا أو إدانتنا. مع أخذ ذلك في الاعتبار، لا تهمل أبدًا الفرصة الثمينة لتخفيف معاناة الرب في إخوته الصغار، واستفد منها بشكل خاص خلال أيام أسبوع الآلام - من خلال إلباس شخص محتاج، على سبيل المثال، سوف تتصرف مثل يوسف. الذي أعطى الكفن. هذا هو الشيء الرئيسي، الذي يمكن للجميع الوصول إليه، والذي من خلاله يمكن للمسيحي الأرثوذكسي في الأسبوع المقدس أن يتبع الرب الذي سيأتي ليتألم.